[color:af96=blue][b]النشاط المـــدرسي
أهدافه ووسائله ومعوّقاته
إعداد
محمود إبراهيم محمد علي
مدرس اللغة العربية
مقدمـــة
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على المصطفى … وبعد
فالنشاط المدرسي من أهم الممارسات التي يمكن من خلالها توظيف المواد المدرسية بما يخدم البيئة ويعزز بحق العملية التعليمية ويجعلها تخرج من حيز المعارف النظرية إلى حيز الحقائق والخبرات العملية ، ومن هنا ارتأيت من خلال ريادتي لأحد الأنشطة المدرسية أن أُلقي نظرة على الأنشطة المدرسية من خلال ما أريد منها وواقعها الفعليّ بموضوعية لاينقصها سوى تقدير القائمين على العملية التعليمية للعاملين في الميدان بدلاً من إلقاء هذه الورقات في الأدراج أو ينتهي بها الأمر إلى سلة مهملات!!!!!
تمهيــــد
[color=red]تعريف النشاط المدرسي :[/color]
هو البرنامج الذي تنظمه المدرسة متكاملا مع البرنامج التعليمي، والذي يقبل عليه الطالب برغبة، ويزاوله بشوق وميل تلقائي بحيث يحقق أهدافاً تربويةً معينةً ، سواء ارتبطت هذه الأهداف بتعليم المواد الدراسية أم باكتساب خبرة أو مهارة أو اتجاه علمي أو عملي في داخل الفصل أو خارجه، وفي أثناء اليوم الدراسي أو بعد انتهاء الدراسة على أن يؤدي ذلك إلى نمو في خبرة الناشئ ، وتنمية مواهبه وقدراته واهتماماته في الاتجاه المرغوب فيها .
وقد تعددت المصطلحات الدالة على النشاط ومنها :
1. الأنشطة المنهجية الأضافية
2. أنشطة الفصل الإضافية
3. أنشطة خارج الفصل
4. الأنشطة المنهجية المصاحبة
والمصطلحان الثالث والرابع أكثر تعبيراًعن النظرة السليمه للنشاط المدرسي ،إذ إن لكل من نوعي النشاط داخل الفصل وخارجه أهميته في تحقيق الأهداف التربوية .
وترى التربية الحديثة أن غاية النشاط المرجوة أن يقتصر على وجه واحد من وجوهه ،أي إذا أثار جانبا من الحاجات والميول وترك الجوانب الأُخرى. ومن هنا وجب أن يتجاوز النشاط ضروب النشاط العقلي إلى غيرها من الحاجات النفسية والإجتماعية. والمدرسة الحديثة لاتفرض على الطالب من الأعمال إلا ما يفسح المجال لميوله ومواهبه ووظائفه النفسية ، ولا تكون التربية فعالة منتجة إلا إذا قامت على أساس الحاجة ،الحاجة إلى المعرفة ،وإلى البحث ، وإلى النظر ، وإلى العمل ، فالحاجة هي التي تجعل من استجابة الطالب عملا حقيقيا وفعالا والطالب يكتسب صفات أخلاقية مهة عن طريق جهده الخاص من خلال الإشباع اليومي لحاجته الفردية ، لأن اقتناع الفرد واحترامه لذاته يوفر على المجتمع مشقة المشكلات الشخصية التي يستطيع الفرد أن يحلها بجهوده الذاتية ، وكلما استطاع الإنسان بقوته الذاتيه إرضاء حاجته الشخصية عرف كيف يقدر القيم المادية والفكرية التي يقدمها له المجتمع بشكل أفضل ، وفي الوقت نفسه يتعلم أهمية إنجازات الفرد فيما يتعلق بالجماعة والتأثير المتبادل بين الجماعة والفرد ، ويعيش الحقيقة الموضوعية المتمثلة في تطابق الحاجات الفردية والإجتماعية وعدم تعارضها .
ولما كان للنشاط دوره في بناء الفرد جسميا وعقليا ونفسيا واجتماعيا وإنسانيا ،فقد احتلت مناشط الطلبة في خارج أوقات الدوام الأهمية الكبرى في إبراز شخصيات الناشئين إبرازاً كاملاً ، وتربيتهم على الوعي وتحمل المسؤولية والتفكير المبدع ، وتشجيع الحياة المرحة والتفاؤل ،فمن خلال هذه المناشط تتشكل علاقة الطالب بالجماعة والعالم بالمحيط به بطريقه أكثر فاعلية من أجل تطوير الشخصية من جوانبها كافة .
[color:af96=red]أهداف النشاط المدرسي ووظائفه[/color]
يجمع المربون على أهمية النشاط المدرسي في رفد العملية التربوية والكشف عن ميول الطلاب وتنمية مهاراتهم وتفجير قدراتهم حتى أصبح هذا النشاط جزءاً مهما من المناهج الدراسية يخصص له ما يكفي من الوقت والإمكانات بتحقيق أهدافه التربوية والثقافية والعلمية والإجتماعية ويهدف النشاط المدرسي في مراحل التعليم المختلفة إلى:-
1.تهيئة مواقف تربوية محببة إلى نفس ا لتلميذ ، ويمكن من خلالها تزويده بالمعلومات والمهارات المراد استيعابها وتعلمها تحقيقا لأهداف المنهج المدرسي المقرر .
2.تعميق أثر الخبرات التعليمية في الحياة التعليمية .
3.اكتشاف المواهب والعمل على تنميتها وتوجيهها في الاتجاهات السليمة .
4.علاج بعض الحالات النفسية التي يعانيها بعض الطلاب مثل : الخجل والتردد والانطواءعلى النفس .
5.ربط الحياة المدرسية بالحياة الاجتماعية .
6.تدريب الطلاب على حب العمل واحترام العاملين ، وتقديرهم.
7.تدريب الطلاب على الانتفاع بوقت فراغهم فيما يفيدهم ،وفى ذلك وقاية لهم من التعرض للانحراف .
8.تنشئة التلاميذ على تخطيط العمل وتنظيمه وتحديد السؤولية .
9.تنشئة الطلاب على العمل التعاوني والروح الرياضية .
[color:af96=brown]ويمكن أن تنطوي هذه الأهداف في مجالين اثنين :[/color]
أولهما يتعلق بالمدرسة، فالنشاط يثري عملية التربية التي تقوم بها المدرسة، ويفتح هذه المؤسسة الاجتماعية والثقافية على العالم المحيط بها فتؤثر في الواقع وتتأثر به ، كما أنه يساعد على اكتشاف الموهوبين والنابغين من الطلاب في مختلف الميادين.
وثانيهما يتعلق بالطالب نفسه،إذ إن النشاط المدرسي يسهم في بنائه من خلال المناشط بناء يتسم بالإبداع والإنتاج، كما أنه يتدرب على دراسة المشكلات المطروحة ، وعلى تحمل المسؤوليات والتعاون والتضامن ، فيزوَّد بالمهارات التي تعينه على التلاؤم مع الوسط المحيط والمجتمع.
وهكذا تهدف التربية الحديثة إلى تنمية جيل مدرك متفاعل مع البيئة التي يحيا فيها عندما تتخذ من فعاليات النشاط وسيلة من وسائل اكتشاف الميول والهوايات والإمكانيات الفردية والاجتماعية .
كما تهدف إلى تعويد الناشئين احترام وتقدير العاملين ، وتنمية روح الجماعة، وحل بعض المشكلات النفسية والاجتماعية عند كثير منهم.
[color:af96=red]وثمة وظيفتان أساسيتان للنشاط المدرسي :[/color]
1. جعل التعليم ملائماً لحاجات الطالب، ملبيا لميوله.
2. الجانب الثاني متداخل مع الأول ونتيجة له ، وهو أن يكون النشاط المدرسي وسيلة من وسائل التوجيه المدرسي، فيتم من خلاله توجيه الطلاب في المرحلة الثانوية نحو الدراسات المناسبة لهم ، وهنا تبرز أهمية النشاط لأنه يسساعد المعلمين على كشف القابليات الفعلية للطلاب، وخاصة إذا كان هذا النشاط متنوعا يشمل النشاط اليدوي والفني والاجتماعي والثقافي .
الوظيفة الثانية : هي وظيفة اجتماعية ، فضروب النشاط التي سيمارسها الطالب في المجتمع هي التي ينبغي أن يتعرف عليها في المدرسة ، بحيث تكون المدرسة مدرسة للحياة.