[color:87ce=red][b][center]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته[/center]
في يوم من الأيام جميعنا كنا أطفالاً لا نعلم شيئاً و لحظة بعد لحظة و يوماً بعد يوم بدأنا نلاحظ ما حولنا و نحاول أن نتعلم ما يعلمه لنا من هم أعلم منا (آباءنا، مدرسيننا، أصحابنا) و استكشاف ما يحيط بنا.. في موضوعنا هذا سأبدأ مناقشة مسألة معينة عن طريق استخدام التشابيه أو ما يسمى بالـ models فآمل أن تستمتعوا و تستفيدوا
اليوم سنذهب في رحلة قصيرة تكون بدايةً لمشوار موضوعنا...
*****************************
في يومك هذا لا بد أنك قد خرجت من منزلك و ربما ركبت سيارتك و اتجهت في وجهتك في زحمة السير... أو ربما لا تملك سيارة أو لا تريد أن تقود فذهبت إلى محطة الباص أو الميكرو أو ربما استأجرت سيارة تكسي لتصل إلى وجهتك.. و بلا شك فإن العديدين من فعلوا مثلما فعلت و بلا شك فإن استخدامك لإحدى طرق المواصلات هو جزءٌ من روتينك اليومي.
في كل يوم أنت معرض للسيارات و الباصات و الميكروهات - و إن كنت لا تركبها فأنت تراها- و تعلم بوجودها و تعلم بأن الباص ليس كالسيارة و الميكرو ليس كالشاحنة...أنت بلا شك تعلم الكثير لتعلم أنها ليست متماثلة.. و لكن معرفتك هذه لم تكن شيئاً ورثته و ولدت معك.. فدعنا نعود إلى أيام الطفولة قليلاً... إلى الوقت الذي بدأت تلاحظ هذه الآليات و تكتسب معرفتك عن ما تستطيع تمييزه بمجرد قولي كلمة "مواصلات"
*****************************
- "هيــــــــــــــــه!! "
- " هذه سيارة حبيبي.. "
-
- "قول معي... سيارة"
- "...."
- "سـَ.. "
- "سـَ.. "
- "يا..."
- "يا..."
- "رة... سيارة"
- "سيارة"
ربما قلتها "ثيارة" في أول مرة نطقتها و لكنك بالتأكيد تعلمت أن تميز تلك الآلية التي رأيتها بالطريق و عُلِّمتَ أن تسميها "سيارة" ... فكلما مرت بك سيارة أو أردت أن تركبها أو مررت بها أو أردت أن تشتري تلك اللعبة التي تمثلها أصبحت تقول "سيارة" ... و لكن في ذات يوم مرت بك تلك "السيارة" لكنها طويلة و كبيرة و تتسع للعديد من الأشخاص.. أنت فرحت برؤيتها و بدأت تقول "سيارة ... سيارة" فأتى أبواك و بدأا من جديد ... "باص" ... "هذا باص و ليس سيارة" .. باص .. باص.. باص... و هكذا تعلمت كلمة جديدة أضفتها إلى قاموسك الصغير و رويداً رويداً أصبحت تميز بين الباص و السيارة ...
لست أدري إن كنت قد تساءلت يوماً "ما الذي يجعل الباص باصاً و السيارة سيارة؟" فقد ظننتهما في البداية متساويين و أطلقت اسم "سيارة" حينما رأيت الباص لتشابه قد رأيته بينهما ...مثلاً كلاهما يركب الناس بهما و يصلون إلى أماكن بعيدة بسرعة و كلاهما يسيران في الشارع و يقفان على إشارة حمراء و يسيران على خضراء إلخ... و لكنك كبرت و بالتأكيد تعلمت أن تميزهما من بعضهما فالباص أكبر و أعلى من السيارة و يتسع لعدد أكبر من الناس و يتوقف كل بضع دقائق ليركب به ناس جدد و ينزل منه آخرين و انت لا تعلم الكثيرين من هؤلاء الناس.. إلخ.
و في مشوار حياتك كبرت أكثر و بدأت تتعلم أن هناك أنواع عديدة للسيارات و أنها ليست جميعاً "مثل بعضها البعض" و لا بد أنك قد تساءلت يوماً "كيف أستطيع أن أميز بين الهوندا و التيوتا و النيسان و البي ام دبليو .. إلخ" فبدأت تتعلم -أو ربما لا زلت تتعلم- مختلف أنواع السيارات و الفوارق التي تساعدك على تمييزها من بعضها.. مثلاً حرف H على السيارة هو خاص بسيارة هوندا و لن تجده على سيارة نيسان... و لكن الفوارق بين هذه السيارات جميعاً ليست كبيرة لدرجة كافية لتصبح شيئاً يحمل اسماً آخر سوى "سيارة" مقارنة بالفوارق بين الباص و السيارة مثلاً.
ربما قد تساءلت في صغرك... "من أين أتت كل هذه السيارات و الباصات؟" فأجبت بأنها جميعاً صنعت في مصنع... و ربما دخل معلمك بتفاصيل التصنيع و علمت أن كل هذه السيارات مكونة من نفس المواد و تسير على نفس مبدأ العمل... و علمت أيضاً أن الباص يعمل أيضاً على نفس مبدأ عمل هذه السيارات و مكون من ذات المواد...
و إن كنت لتنظر للصورة بشكل أكبر لرأيت أن جميع آليات المواصلات بشكل أو بآخر مصنعة في مصانع بشرية...و مكونة من ذات المواد و تعمل على نفس المبدأ -تقريباً- و هذا ما يجمعها تحت ما تعرفه باسم "مواصلات"
ثم لا بد أنك لاحظت وجود سيارة "موديل سنة 2007" و " موديل سنة 2006" و موديلات أخرى لم تكن موجودة قبل عام او عامين أو عشرة أعوام مثلاً... و تعلمت أن جموع هذه الآليات لم توجد جميعها مع بعضها البعض و علمت أيضاً بوجود تسلسل في اختراع كل من هذه الآلياتفالسيارة و الباص لم ينشأا معاً..
و لربما يعن في البال أن جميع هذه الآليات صنعت نتيجة فكرة واحدة ... تسهيل أو تسريع طرق الانتقال
و هنا ستكون نهاية رحلتنا اليوم...[/b][/color]