أحكام الصلاة على النبي *صلى الله عليه وسلم*

[color:eeba=olive][size=18][color:eeba=white]أحكام الصلاة على النبي *صلى الله عليه وسلم*[/color]
إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قد تكون فرضا"،وقد تكون واجبة،وقد تكون سنة مؤكدة،وقد تكون مستحبة.

الحكم الأول:فرضية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
إن فرضيّة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ثابتة بالأمر الوارد في قوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"}،فهذا الأمر يقتضي الفرضية، والأمر لا يقتضي التكرار مالم تتكرر أسبابه،فيودّى هذا الفرض بمرة واحدة، كما عليه الحنفية.
كما أن الصلاة عل النبي صلى الله عليه وسلم تفرض في آخر الصلاة عند الإمام الشافعي والإمام إسحاق بن راهُوْيَه وغيرهما.
قال النووي:واستدل أصحابنا-أي:الشافعية-بقوله تعالى:{صلوا عليه وسلموا تسليما"}.
قال الشافعي رحمه الله تعالى:أوجب الله تعالى-أي فَرَض-في هذه الآية {صلوا عليه وسلموا تسليما"}الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم،وأولى الأحوال بها حال الصلاة.
وقال النووي رحمه الله تعالى:قد ذكرنا أن مذهبنا أنها-أي:الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم-فرضٌ في التشهد الأخير،ونقله أصحابنا عن عمر بن الخطاب وابنه رضي الله عنهما،ونقله الشيخ أبو حامد عن ابن مسعود وأبي مسعود البدري رضي الله عنهما،ورواه البيقي وغيره عن الشعبي،وهو إحدى الروايتين عن أحمد.
أما عبد الله بن مسعود:فقد كان يقول:لا صلاة لمن لم يصلّ فيها على النبي صلى الله عليه وسلم كما نقله عنه الحافظ ابن عبد البر في كتاب {التمهيد}.
وأما أبو مسعود البدري رضي الله عنه:فقد روى عثمان بن أبي شيبة وغيره باسناده المتصل عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه أنه قال:ما أرى أن صلاة"لي تمّتْ حتى أصلي بها على محمد وعلى آل محمد صلى الله عليه وسلم
وأما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:فقد ذكر الحسن بن شبيب باسناده المتصل عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال:لا تكون صلاةٌ إلا بقراءة تشهّدٍ وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج المعري في {عمل اليوم والليلة}عن ابن عمر مرفوعا"بسند جيد قال:[لاتكون صلاة إلا بقراءة وتشهّد وصلاة عليّ].كما في (الفتح)
وأخرجه البيهقي في{الخلافات}بسند قوي عن الشعبي وهو من كبار التابعين قال:منْ لم يصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد فليُعِدْ صلاته.
وقد روى الدارقطني وأبو حفص بن شاهين حديثَ تعليمِ النبي صلى الله عليه وسلم لابن مسعود التشهدَ ثم الصلاةَ على النبي صلى الله عليه وسلم.
ولفظه:عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كما كان يعلمنا السورة من القرآن:{التحيات لله والصلوات والطيبات،السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته،السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين،أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا"عبده ورسوله،اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل بيته،كما صليت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد،اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل بيته،كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد}.
وغن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{لاصلاة لمن لا وضوء له، ولاوضوء لمن لم يذكر إسم الله عليه ،ولا صلاة لمن لم يصلي على النبيصلى الله عليه وسلم ، ولا صلاة لمن لم يحبّ الأنصار}.
ومن الأدلة التي إستبدل بها على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة :هو أن التسليم عليه صلى الله عليه وسلم واجب بالإتفاق ،وذلك بقول المصلي في التشهد:السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .
وكذلك لما تزلت آية :{ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"}.تدبر فيها الصحابة فرأوا أن في الآية أمرين لازمين محتّمين :
1_أمر بالصلاة
2_وأمر بالسلام
فتدبوا أمر السلام فرأوا أن النبي صلى الله عليه وسلم علّمهم كيفيته وموقعه،وذلك في تشهد الصلاة ،فراحوا يسألون عن الأمر بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كيف تكون؟؟
فقالوا لما نزلت آية:{يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسيما"}قالوا:قدعلّمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي؟.
*أي:قد علمنا كيف نسلم عليك،وذلك ضمن التشهد في الصلاة الذي علمتناه،كما قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن..الحديث.
فقالوا :كيف نصلي عليك؟-صلى الله عليه وسلم -فعلّمهم ذلك بقوله:{قولوا:اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.....}إلى آخر الصيغة.
*أي:فكما أن السلام عليه في الصلاة واجب ومحتم،فكذلك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم،لأنّ الأمر وجوبهما جاء في آية واحدة، ومن أراد التوسع في الأدلة فليرجع إلى مطوّلات كتب الفقه.
ويرحم الله القائل:
إذا كنت في باب النبي فلاتخف ....وإن عارضتك الجنّ يا خل والإنس
تعرف لأقوام يدينون حبه ....وباعد أناسا"قد تخبطهم مسّ
فإن محب الحق يأوي لأهله ....بلا ريبة والجنس يألفه الجنس

منقول للفائدة.[/size][/color]

[color:549b=red][center][b]جزاك الله عنا كل خير وجمعنا وإياك مع حبيب قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم[/b][/center][/color]